السبت، 16 أبريل 2016

الجن ومايجوز معرفته عنه


الجن 
(اسم جمع لكلمة "جان" ، ومفردها "جني"، أو "جِنية" بكسر الجيم)، وفي القاموس : المفرد يسمى جني والأنثى تسمى جنية، وهو من الفعل جَن (بفتح الجيم وتشديد النون وفتحها) وهو بمعنى أستتر وغطى ومنها قولهُ في القرآن: ((فلما جن عليه الليل))، أي سترهُ ظلام الليل وغطاه، وهم وبحسب الأديان والأساطير العربية القديمة الجن مخلوقات تعيش في ذات العالم ولكن لا يمكن رؤيتها عادة، وهي خارقة للطبيعة، لها عقول وفهم، ويقال إنما سميت بذلك لأنها تستتر ولا تُرى. فلم ينكر المعتقد الإسلامي على العرب وجودها، بل أَفرد جزءاً ليس بيسير ليتحدث عنها في النصوص الدينية الإسلامية مزاوجا في كثير من الأحيان بين "الإنس" (أي الناس أو البشر) و"الجن".
يعتقد الكثير من الناس بوجودها وبأنها هوائية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة، ولها قدرة على عمل الأعمال الشاقة، كما أجمع المسلمون قاطبة على أن النبي محمد مبعوث إلى الجن كما هو مبعوث إلى الإنس جاء في القرآنRa bracket.png قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ Aya-19.png La bracket.png[1] (سورة الأنعام، الآية 19)، كما أن هناك سورة كاملة فيالقرآن اسمها سورة الجن.
دخول الجن جسم الانسان
أنكر مجموعة من المسلمين دخول الجن جسد الإنسان ولكن أتفق معظم علماء المسلمين على دخوله، ويدخل الجن لجسم الإنسان من الفم، حسب ماورد في المصادر الإسلامية الصحيحة: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ((إذا تثاوبَ أحدُكم في الصلاةِ، فليكظِمْ ما استطاع ؛ فإن الشيطانَ يدخلُ))، رواه مسلم.
وقال الحافظ في كتاب الفتح (10/612): قال شيخنا في (شرح سنن الترمذي): أكثر روايات الصحيحين (البخاري ومسلم) فيها إطلاق التثاؤب، ووقع في الرواية الأخرى تقييده بحالة الصلاة، فيحتمل أنْ يُحمل المُطلق على المقيد، وللشيطان غرضٌ قوي في التشويش على المصلي في صلاته، ويحتمل أن تكون كراهته في الصلاة أشدّ، ولا يلزم من ذلك أنْ لا يكره في غير حالة الصلاة .
وقال: ويؤيد كراهته مطلقا: كونه من الشيطان، وبذلك صرّح الإمام النووي، قول ابن العربي: ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة، وإنما خصّ الصلاة؛ لأنها أولى الأحوالِ بدفعه، لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة، واعوجاج الخِلقة.
وقول النبي محمد: «فليضع يده على فيه»، وفي الرواية الأخرى: «فليمسك بيده على فمه»، وفي حديث أبي هريرة: «فليرده ما استطاع»، أي: يأخذ في أسباب رده. وليس المراد به: أنه يملك دفعه؛ لأن الذي وقع لا يرد حقيقة، وقيل: معنى إذا تثاءب، إذا أراد أن يتثاءب، وجوز الكرماني أن يكون الماضي فيه بمعنى المضارع . (قاله الحافظ).
وقال الكرماني: عموم الأمر بالرد، يتناول وضع اليد على الفم، فيطابق الترجمة من هذه الحيثية.
أما قوله: «فإن الشيطان يدخل» في ظاهر الحديث أن الدخول للفم حقيقي، كما في رواية أحمد ( 3/37 ): « فإنّ الشيطانَ يدخل مع التثاؤب» وهو كلام صريح 
والمراد في دخوله في حديث النبي محمد دخول حقيقي، وهو شيء لا يدركه البشر بابصارهم لانهم لا يستطيعون معرفة ذلك لكونه من الغيبيات التي لا تدركها الأبصار، ومن ثم من الصعب أختبارها كحقيقة علمية ولكن يصدق بها لأنه بلغ عنها النبي محمد في صريح الكلام بالحديث الصحيح، وهو من الشرع الإسلامي.
وقال إبن تيمية في كتابه (إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين): والموجود نسخة منه في كتاب مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه : (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك. ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: أن الجني يدخل في بدن المصروع)، والدليل في الآية في القرآن: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، دليل صريح على المس الشيطاني، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهذا مبسوط في موضعه).
وقال ابن تيميه أيضاً: في جـ 24 من كتاب الفتاوى ص 276- 277 ما نصه: (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، وفي الحديث الصحيح عن النبي محمد قال: ((أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)).
الجن في المعتقدات الاسلامية
يجمع المسلمون على إقرار وجوده وقد ورد في القرآنRa bracket.png وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ Aya-27.png La bracket.png[21] (سورة الحجر، الآية 27). ويوجد في القرآن سورة كاملة باسم الجن وهي سورة الجن. ويقوم بعض المتخصصين بالقراءة من القرآن على أشخاص مسهم أو تلبَّسهم الجن لإخراجهم ويحدث في ذلك مخاطبة الجني ومجادلته. وفي هذا الأمر وردت قصص كثيرة، ولكن هذا الباب واسع ويوجد به الكثير من المبالغات والأوهام .

الأدلة من القرآن

  • Ra bracket.png يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ Aya-130.png La bracket.png (سورة الأنعام، الآية130).
  • Ra bracket.png وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ Aya-27.png La bracket.png (سورة الحجر، الآية 27).
  • Ra bracket.png وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ Aya-13.png La bracket.png (سورة السجدة، الآية 13).
  • Ra bracket.png وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ Aya-56.png La bracket.png (سورة الذاريات، الآية 56).
  • Ra bracket.png يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ Aya-33.png La bracket.png (سورة الرحمن، الآية 33).
  • Ra bracket.png قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا Aya-1.png La bracket.png (سورة الجن، الآية 1).
  • Ra bracket.png مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ Aya-4.png الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ Aya-5.png مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ Aya-6.png La bracket.png[ (سورة الناس، الآيات 4، 5، و6).
فهذه الآيات وغيرها دليل على وجود الجن وبعض أحوالهم، ولا يتكلم القرآن عن شيء غير موجود ولا ندركه فهو منزل لأجلنا ولفهمنا وإن كنا لا نراهم فلحكمة أرادها الله، حيث ذكر القرآن سبب استتارهم عن أعيننا بقوله:Ra bracket.png يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ Aya-27.png La bracket.png

الأدلة من السنة النبوية

المأكل والمشرب عند الجن

روي في صحيح مسلم عن ابن عمر أن النبي محمدا قال: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله"، وفي مسند الإمام أحمد عن النبي محمد قال: "من أكل بشماله أكل معه الشيطان، ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان".

وفي مسند الإمام أحمد أيضًا عن النبي محمد قال: "إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله حين يدخل وحين يطعم، قال الشيطانلا مبيت لكم ولا عشاء هنا، وإن دخل ولم يذكر اسم الله عند دخوله، قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء"، وتم تخريجه في صحيح مسلم أيضا، وفي هذه النصوص من كتب السيرة النبوية دلالة صريحة على أن الجن والشياطين تأكل وتشرب.
تأكل الجن الروث والعظام ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي محمد أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها وقال له: "ولا تأتيني بعظم ولا روثة"،-نهاية حديث البخاري هنا-، ولما سأل أبو هريرة النبي محمد بعد عن سر نهيه عن العظم والروثة، قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد من جن نصيبين فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم: وأن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعامًا". وفي سنن الترمذي بإسناد صحيح عنعبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن" وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود: أن النبي محمد قال: "أتاني داعي الجن، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن"، وسألوه الزاد فقال: "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، وأوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة علف لدوابكم". فقال رسول الله: "فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم".

التزاوج

النكاح وارد بين الجن للتكاثر والذي يعرف عنهم أنهم يتزاوجون كما ورد ذلك في نص القرآن بقوله: Ra bracket.png فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ Aya-56.png La bracket.png (سورة الرحمن، الآية 56)، وقد زعم قوم أنهم لا يتناكحون وهذا القول تبطله الأدلة الصريحة من القرآن والسنة، حيث دلت الآيات على صلاحيتهم للتزاوج، وقد حاول بعض الناس الولوج في كيفية النكاح من الإنس وهذا وهم غير حقيقي لاختلاف الجنس بين البشروالجن، ولكن كره العلماء الخوض في هذه المسائل وعللوا ذلك بقولهم: "إذا وجدت امرأة حامل فقيل من زوجك؟ قالت: من الجن فيكثر الفساد"، ولقد أنكرهُ علماء المسلمين وقال بعضهم جائز ولكن لو تم ذلك وحصل بين الإنس والجن تزاوج فكيف نقرر ما لا نرى، بل يأتي من فتح هذا الباب شر كثير، وكيف يحدث التآلف بين أجناس مختلفة في الخلق فتصبح الحكمة من الزواج لاغية، وزعم بعض الجهلة ورودها في الناس حاليًا، ويسأل فاعلها (المتزوج من الجن حسب زعم جهال الناس) عن حكمها الشرعي وهو مغلوب على أمرهِ لا يستطيع الفكاك منها، ولو حدث ذلك لأوجدنا محاكم للفصل في زواج الجن والإنس وهذا أمر يطول شرحه لكونهِ خيال بحت من نسيج عقل القصاص والدجالون ولا أصل له في دين الإسلام.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي